تتم مناقشة المزايا والعيوب الرئيسية للفينتك أدناه. جانب مثير للاهتمام في هذه الصناعة هو أن المزايا التي تحققها الفينتك يمكن أن تتحول إلى تحديات، وذلك حسب الظروف.

تُتيح فرق الإدارة الصغيرة فرصة لتنظيم أكثر مرونة ومرونة. على عكس الشركات الكبيرة، لا يوجد تأخير بيروقراطي في اتخاذ القرارات. يمكن اتخاذ القرارات وتنفيذها بسرعة. ومع ذلك، يمكن أن تتحول هذه الميزة إلى تحدٍ، حيث أن الفريق الصغير قد يعني أيضاً مهارات وميزانية محدودة، إلا إذا كانت الشركة ممولة من رأس مال مغامر. يمكن أن تؤدي الفجوات في المهارات بسبب قاعدة الفريق الصغيرة إلى مشاكل في جودة العروض. قلة الخبرة في إقراض الائتمان يمكن أن تكون إما نعمة أو نقمة لهذه الشركات. لا تميل الشركات الصغيرة إلى اتباع عمليات وقواعد إقراض الائتمان التي تتبعها المؤسسات المالية الكبرى، مما يجعلها خيارًا جذابًا لعملائها. لكن على الجانب الآخر، قد تفتقر هذه الشركات إلى الخبرة في التعامل مع القواعد واللوائح. على سبيل المثال، قد يكون لديهم معرفة محدودة ببيانات الامتثال لقانون FCRA مقابل البيانات غير المتوافقة عندما يحاولون تقييم الجدارة الائتمانية للعميل. عادةً ما تكون شركات الفينتك شركات ناشئة ممولة من رأس مال مغامر. وبينما قد يسمح لهم المستثمرون بإدارة عملياتهم بحرية إلى حد ما، قد يتدخل هؤلاء المستثمرون بشكل كبير في العمليات التجارية وفي تحديد نموذج العمل. وهذا قد يحد من حرية المؤسسين إلى حد كبير. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يواجه مؤسسو الشركة الناشئة ضغوطاً لتحقيق الربحية بسرعة. ما هو تأثير الفينتك؟

أحدثت شركات الفينتك تأثيراً مدمراً على المؤسسات المالية التقليدية مثل البنوك. يمكن قياس تأثيرها في العديد من المجالات. لقد تبين أن المستهلكين الشباب ذوي الدخل المرتفع للمنتجات المالية مثل القروض وبطاقات الائتمان قد بدأوا في الاهتمام بشكل كبير بالعروض التي تقدمها شركات الفينتك. السبب الرئيسي لهذا الظاهرة هو أن هؤلاء العملاء هم من أكبر المتبنين للتكنولوجيا. وقد أظهر استطلاع أن في المدن الكبرى، استخدم ما لا يقل عن 15.5٪ من الشباب ذوي الدخل المرتفع ما لا يقل عن منتجين من منتجات شركات الفينتك خلال الأشهر الستة الماضية.

قد تضطر البنوك الكبرى والمؤسسات المالية التي لا تتمتع بالمرونة إلى العمل بالتعاون مع شركات الفينتك. وفقًا لما قالته كلير بورمان، وهي مديرة مشاركة في شركة أوزبورن كلارك، وهي شركة محاماة في المملكة المتحدة: “قد نرى البنوك تعمل بالتعاون مع شركات الفينتك وتمول تطوير المنتجات الجديدة التي تحتاجها لاكتساب ميزة تنافسية. قد يطمئن انخراط البنوك الكبرى المستهلكين الذين يترددون في التعامل مع أسماء أقل شهرة في قطاع الفينتك”.

تستيقظ الحكومات والهيئات التنظيمية في مختلف البلدان على واقع شركات الفينتك وتعمل على تعديل أطرها التنظيمية وفقًا لذلك. في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تم إنشاء مشروع Innovate من قبل الحكومة لبدء مبادرات تشجع الشركات الناشئة في مجال الفينتك. تضيف كلير بورمان: “لقد عمل مشروع Innovate بالفعل مع 175 شركة تقوم بتطوير منتجات وخدمات جديدة، واقتراح FCA لإطلاق ‘صندوق اختبار تنظيمي’ في ربيع 2016 هو إضافة مرحب بها للغاية. ومع ذلك، كونه قطاعاً ساخناً للغاية، ومع دخول العديد من اللاعبين الجدد في السوق الذين يرغبون جميعًا في أن يكونوا الأوائل في طرح المنتجات والخدمات المبتكرة، هناك خطر أن يجد المنظم نفسه مرهقاً في بعض الأحيان.”

يهدف صندوق الاختبار التنظيمي إلى توفير بيئة للشركات للابتكار وتقديم منتجات مالية رائدة للمستهلكين. وفي هذا السياق، قُبِلت طلبات من 69 شركة متنوعة من حيث الحجم والمنتجات والأهداف. انتهت عملية تقديم الطلبات في 8 يوليو 2016. وقد بدأت الاختبارات بالفعل ومن المثير مراقبة نتائج هذه المبادرة.

بشكل عام، يمكن القول إن شركات الفينتك جعلت العالم يلتفت إليها. فهي تغيّر طريقة إجراء المعاملات المالية في جميع أنحاء العالم.